الرصد
رصد مركز حمورابي التاسع
قراءة في توجهات مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية
المراكز العربية
- المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات
هو مؤسّسة بحثيّة فكريّة مستقلّة للعلوم الاجتماعية والإنسانية؛ النظرية والتطبيقية.تأسس المركز في خريف عام 2010 بوصفه مؤسسة أكاديمية عربية مقرها الدوحة، وله فرع يعني بإصداراته في بيروت. كما افتتح فرعين إضافيين في تونس وواشنطن. ويشرف على المركز مجلس إدارة بالتعاون مع مديره العام المؤسِّس. ويرتبط بمذكرات تفاهم وتعاون علمي مشترك مع عدة مؤسسات بحثية وجامعية عربية وأجنبية.
- ملامح الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020
تشير ملامح دورة انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020 إلى أنها ستكون واحدة من أهم الدورات في التاريخ الأميركي. كما يمكن القول إن الرئيس الأميركي الأكثر إثارةً للجدل، دونالد ترامب، سيُختار مرة أخرى على الأرجح مرشحًا عن الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة. لكن من الواضح أنه من السابق لأوانه التكهن إن كان سيفوز مرة أخرى في الانتخابات – المقررة في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 – أم سيخسر أمام مرشح ديمقراطي، سيُختار من بين أكثر من 20 متنافسًا يتهيؤون حاليًا لخوض انتخابات تمهيدية صعبة تبدأ في شباط/ فبراير 2020.
تكتسب الانتخابات أهمية كبرى أيضًا، لأنها تشتمل على منافسة قوية للسيطرة على الكونغرس السابع عشر بعد المئة بمجلسيه النواب والشيوخ؛ إذ يسيطر الحزب الديمقراطي في الكونغرس الحالي على مجلس النواب، بعد انتصار كبير في انتخابات 2018 بأغلبية 235 عضوًا مقابل 199 للجمهوريين. أما مجلس الشيوخ، ففيه أغلبية جمهورية من 53 سيناتورًا، مقابل 45 ديمقراطيًا، واثنان مستقلان يصوتان عادة مع الديمقراطيين. وهناك جولات تنافس على مناصب حكام الولايات ومناصب حكومية منتخبة أخرى، من الآن وحتى يوم الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، فضلًا عن مبادرات اقتراع بشأن قضايا اجتماعية وغيرها.
تتناول هذه الورقة الانتخابات الرئاسية الأميركية من الناحية العامة، بصفتها حدثًا أساسيًا يُنتخب فيه رئيس السلطة التنفيذية الذي سيشغل البيت الأبيض من 20 كانون الثاني/ يناير 2021 حتى 20 كانون الثاني/ يناير 2025. وتقدم تحليلًا لانتخابات الكونغرس من أجل تقرير السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ من كانون الثاني/ يناير 2021 حتى كانون الثاني/ يناير 2023. كما تبحث بإيجاز في انتخابات بعض حكام الولايات الذين يمكن أن يؤدوا دورًا رئيسًا في الانتخابات الرئاسية وغيرها، وتركز على الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية لكل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والتي تحدد هوية مرشحي كل منهما الذين سيُختار من بينهم المرشحون الرئاسيون في مؤتمرات تحديد المرشحين في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2020 على التوالي.
- تعثر المفاوضات الأميركية – الأفغانية: أسبابها واحتمالات استئنافها
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 7 أيلول/ سبتمبر 2019، عبر سلسلة من التغريدات، إلغاء محادثات سرية كان ينوي إجراءها مع حركة طالبان والرئيس الأفغاني أشرف غني، في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ولاية ميريلاند الأميركية. وكانت المحادثات تهدف إلى توقيع اتفاق رسمي بين الولايات المتحدة وطالبان، يمهد لنهاية الحرب المستمرة منذ 18 عامًا في أفغانستان. وعلّل ترامب قراره بهجوم شنّته الحركة قبل ذلك بيومين، في العاصمة الأفغانية، كابول، أودى بحياة 12 شخصًا، أحدهم جندي أميركي.
وقد أثار إعلان ترامب عقد لقاء مع زعماء طالبان، التي تصنفها الولايات المتحدة حركةً إرهابيةً، على التراب الأميركي، وقبل أيام من الذكرى 18 لهجمات 11 سبتمبر 2001، سخطًا واسعًا في الدوائر الإعلامية والسياسية في واشنطن، زادها حدة تسريبات من داخل البيت الأبيض أكدت أن إقالة ترامب مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، في 10 أيلول/ سبتمبر 2019، كانت مرتبطة مباشرة بمعارضة الأخير للمفاوضات مع طالبان.
الخطوط العامة لمسودة الاتفاق
تخوض إدارة ترامب مفاوضات مع حركة طالبان منذ عام تقريبًا، في العاصمة القطرية، الدوحة، انتهت مطلع أيلول/ سبتمبر 2019 بمسودة اتفاق أولي بقيت سرية، إلى درجة أنها عُرضت على الرئيس الأفغاني من دون أن يُمنح نسخة منها. مع ذلك، كشف المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وكبير المفاوضين الأميركيين، زلماي خليل زاد، بعض خطوطها العامة. وقد اتفق الطرفان على تقليص الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان مقابل أن تقدّم طالبان ضمانات بألّا توفر مأوى للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” هناك، وألّا تسمح بأي هجمات تستهدف الولايات المتحدة من مناطقها. وجدير بالذكر أن طالبان تسيطر على نحو نصف مساحة أفغانستان اليوم.
وبحسب خليل زاد، فإنه بمجرد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، ستبدأ الولايات المتحدة بسحب 5000 جندي خلال 135 يومًا؛ وهو ما يعني بقاء 8600 جندي يقومون بتدريب ودعم القوات الأفغانية. كما تنص مسودة الاتفاق على قبول طالبان بالدخول في محادثات أفغانية – أفغانية لتقرير المستقبل السياسي للبلاد. ولا تتحدث المسودة عن وقف إطلاق نار شامل، بل عن الحد من العنف في الفترة الأولى، إلى حين تحقيق الانسحاب الكامل للقوات الأميركية والوصول إلى صيغة سياسية شاملة لأفغانستان.
فكرة المحادثات السرية
طرأت فكرة توقيع اتفاق سلام مع قادة طالبان خلال اجتماع عقده الرئيس ترامب مع كبار مستشاريه للأمن القومي أواخر آب/ أغسطس 2019، لمناقشة مسار المفاوضات الأميركية – الأفغانية عرضها خليل زاد. وقد تمَّ خلال الاجتماع إجازة الاتفاق الأولي، رغم معارضة بعض مستشاري ترامب، وعليه فقد تمَّ توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى بين الولايات المتحدة وطالبان بعد أيام قليلة من ذلك الاجتماع. بعد إقراره، طرح ترامب فكرة التصديق على الاتفاق النهائي في واشنطن، حيث يتم استضافة وفد طالبان والرئيس الأفغاني في كامب ديفيد. ورغم بعض الاعتراضات، فإن الفكرة أُقرت، على أن يتم تنفيذها في 8 أيلول/ سبتمبر 2019. وقد تم إبلاغ الرئيس الأفغاني بالأمر ووافق عليه تحت الضغط الأميركي، رغم تحفظاته الكثيرة على المحادثات.
- المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية
- عرض للمذكرة الإعلامية حول قمة العمل المناخي سبتمبر 2019.. قمة المناخ 2019: قمة التزامات لا قمة خطابات
استمرارا للجهود الدولية المبذولة حول قضية تغير المناخ وبدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس سُتعقد بنيويورك قمة العمل المناخى تحت شعار””سباق يمكننا الفوز به” بتاريخ 23 سبتمبر- أيلول الجاري؛ حيث سيلتقي أكثر من 100 من رؤساء الدول وحكومات الجمعية العامة للأمم المتحدة وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميين والشباب، ومعهم خطط ملموسة وواقعية لتعزيز إسهاماتهم لمواجهة ظاهرة تغير المناخ.
- أزمة بريسكت تضع بريطانيا أمام مفترق طرق
كل الدلائل تشير إلى أن بريطانيا ستقدم طلب إلى الاتحاد الأوروبي لتمديد خروجها من الاتحاد إلى يناير 2020، بعض النظر عن من سيكون رئيس الحكومة في ذلك الوقت، حتى تتجنب الآثار السلبية التي سيتعرض لها الاقتصاد في حالة الخروج دون اتفاق. ومن المتوقع أن يوافق الاتحاد على طلب التمديد حيث صرح رئيس البرلمان الأوروبي “ديقيد ساسولي” أن البرلمان منفتح على فكرة تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد.
وفي حالة إصرار جونسون على عدم طلب تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد فمن المتوقع أن يقدم استقالته، وقد يتولى رئيس حزب العمال “جيرمي كوربن”، أو أي شخصية أخرى تحظى بثقة أغلبية الأعضاء في البرلمان مثل عضو المحافظين “كينيث كلارك”، رئاسة الحكومة وقد يجري بعدها انتخابات عامة، ربما في نوفمبر أو في ديسمبر على أقصى تقدير.
ويستمر الشد والجذب بين تيارين رئيسيين، تيار يرى أنه يجب احترام رغبة الناخب البريطاني عندما صوت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، سواء كان الخروج باتفاق أو دون اتفاق، وتيار آخر يرى أنه يجب التريث حتى يتم وضع اتفاق جديد لا يؤثر سلبًا على اقتصاد بريطانيا.
- هزيمة نتنياهو… ورقة التوت السلطوية الفلسطينية
ان المعركة الانتخابية الحالية للكنيست الاسرائيلي تختلف عن سابقاتها فهي أشد حدة وتنافساً بين الأحزاب السياسية و من حيث نتائجها الدراماتيكية بالنسبة لنتنياهو ومعسكره اليميني المتطرف, وكما انها تميزت بتمحورها حول نتنياهو ومستقبله السياسي لاسيما وأنها تتزامن مع اقتراب الموعد الذي حدده المستشار القانوني للحكومة للاستماع لأقواله حول قضايا الفساد الموجهة ضده أمام لجنة قانونية خاصة قبل إصدار قرارها النهائي.هذه الحقيقة يدركها نتنياهو جيداً ويعتبر فوزه في الانتخابات “وهذا لم يحصل” كملاذه الأخير, ويتمكن من تشكيل حكومة تُقدم له طوق النجاة وتساعده على تمرير قانون الحصانة الذي يمنع تقديمه للمحاكمة طيلة فترة ولايته رئيساً للحكومة.
هذه النتائج لانتخابات الكنيست الإسرائيلي شكلت صفعة لبنيامين نتنياهو، الذي ركب في دعاية حملته الانتخابية موجة عالية من التطرف اليميني بدءاً من استرضاء المستوطنين بإعلان نيته ضم الأغوار الفلسطينية ومنطقة شمال البحر الميت ومناطق جنوب الخليل، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها كخطوة أولى على طريق ضم الكتل الاستيطانية والمستوطنات والبؤر الاستيطانية إلى “دولة الاحتلال الإسرائيلي”، وانتهاء بلجوئه إلى أكثر أشكال الانحطاط في التحريض العنصري ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في “إسرائيل”.
لا سيما ان الخارطة السياسية في “إسرائيل” دخلت في مرحلة تشكيل جديدة صعبة ومعقدة بعد فشل نتنياهو ومعسكره اليميني الاستيطاني والعدواني المتطرف والعنصري في انتزاع فوز يوفر له حصانة من تهم الفساد ويمكنه من تشكيل حكومة مستوطنين معادية للوجود الفلسطيني على ارضه, لذلك, يجب عدم الوقوع في الحسابات السياسية الغامضة فلسطينيا,وارسال رسالة سياسية واضحة للإدارة الاميركية برفض مشاريعها لتصفية القضية الفلسطينية مهما اتخذت من تسميات وعناوين, ورسالة واضحة لجميع المعسكرات السياسية في “إسرائيل” بأن الجانب الفلسطيني ماض في خياراته السياسية والوطنية, وإعادة بناء العلاقة مع “إسرائيل” وفقاً لرؤية وطنية استراتيجية باعتبارها دولة احتلال كولونيالي استيطاني و كيان تمييزعنصري وتطهير عرقي, والعمل على فك الارتباط بسلطات الاحتلال بدءاً من الورقة السياسية أولا, بسحب الاعتراف “بدولة إسرائيل”,ووقف التنسيق الأمني المشترك, الى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها القدس وانتهاء بفرض المقاطعة على جميع البضائع الاسرائيلية، التي لها بديل وطني أو عربي أو أجنبي ومواصلة العمل على الساحة الدولية لكسب مزيد من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين تحت الاحتلال وانضمام هذه الدولة إلى جميع منظمات ووكالات الأمم المتحدة.
- مضمون الثقة السياسية في الربيع العربي المتأني
شهدت ثورات الربيع العربي الأولى مواجهات مباشرة مع الجيش، ومساومات مختلفة، ووصل الأمر ذروته إلى مواجهات مسلحة مع الجيش في سوريا وليبيا، وحرب أهلية داخل اليمن، لكن شباب الثورة الجزائري والسوداني تحركوا بوعي، مؤكدين على سلمية احتجاجاتهم، ومتمسكين بحكم مدني، ومصممين على استمرارية الثورة في الشارع، وعدم الجلوس على مائدة حوار غير واضحة النوايا. لعل أبرز المحافظين على سلمية الثورة في السودان هو تجمع المهنيين، ودقة خطابهم الثوري، واستغلالهم عزيمة الثوار في المحافظة على استمرار الثورة في الشوارع والميادين.
يختلف الوضع ما بين الجزائر والسودان، في قوة السياسيين المدنيين الجزائريين، حيث ظلوا يسيطرون على الأمور في الجزائر حتى لا ينفرط زمامها، عكس السودان. فلم تكن لهم قوة سياسية، حيث تدخل المجلس العسكري لعزل البشير، إلا أن ثقة ثوار السودان في المجلس العسكري الانتقالي قد اهتزت، وهو ما دفعهم للحشد الشعبي، مطالبين بتسليم السلطة للمدنيين. استمر الحشد الشعبي السلمي للسودانيين، رغم مقابلة الجيش له بالعنف ومحاولاته لتفريق المتظاهريين السلمين، إلا أن صبرهم، عزيمتهم، وتعلمهم من ثورات الربيع العربي جعلت ثوار السودان متمسكين بمطالبهم، حتى توصلوا إلى تشكيل مجلس مدني انتقالي بمصالحة من آبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا.
- النقد والتغيير … التجديد المؤسسي في النظام السياسي الفلسطيني
ثمة حاجة ماسة إلى نسق سياسي جديد تحدد مساره قيادة سياسية جديدة تمثّل جميع الفلسطينيين ولا يقتصر تركيزها السياسي و التمثيلي على جغرافية الضفة الغربية و قطاع غزة , وسيتطلب ذلك الابتعاد عن إطار أوسلو والتزاماته وسياسة “الامرالواقع” الحمساوية, وإعادة التفكير بالرؤية السياسية والاستراتيجية الفلسطينيتين, وكذلك بدور المؤسسات الوطنية والمدنية، ليتسنى للفلسطينيين جميعا, أن يتحوّلوا إلى لاعبين سياسيين مُنظمين وأكفاء يتصدرون المقاومة الوطنية والمجتمعية ضد المشروع الكولونيالي الاستيطاني الإسرائيلي.
ان الإنكار المتعمد للرسمية الفلسطينية لأثار أوسلو ونتائجه التدميرية (فلسطينيا) ,فاقم المشكلات الناجمة عنه، لأنه من الأساس تمت صياغته على هامش و كواليس الرؤية والاجماع التوافقي الفلسطيني ,ولم تجر الرسمية الفلسطينية اية مراجعة نقدية له, فضلاً عن أن ذلك, أفضى إلى تكلّس العقل السياسي الفلسطيني السائد، الذي كفّ عن البحث عن خيارات بديلة، ناهيك عن إشاعته البلبلة في إدراكات الفلسطينيين الجمعية، بما فيها إدراكاتهم لمصيرهم المشترك ولعلاقتهم بقيادتهم التمثيلية.
- من الحكم المركزي إلى الحوكمة المحلية، لامركزية التنمية بين الواقع والطموح في تونس
تعرف البلاد التونسية منذ سنوات تحول تدريجي للسلطة من هياكل شديدة المركزية على المستوى الوطني إلى حكومة مركزية ديمقراطية جديدة، ومن ثَمَ إلى سلطة محلية. وحيث أن اللامركزية تعد احد أهم النظم التي يمكن من خلالها تمكين المواطنين في المجتمع المحلى من المشاركة الفعالة والحقيقية في إدارة الشؤون العامة المحلية للمجتمعات التي يعيشون بها، في عصر أصبحت التنمية الاقتصادية في ضوئه لا تتم على المستوى الكلي للدولة، وإنّما على مستوى المحلي الجزئي كما ثبت ذلك في نماذج دول عديدة، ينتظر المواطن من هذه اللامركزية للسلطة معالجة القضايا المُعلَّقة منذ أمد بعيد والخاصة بالتفاوتات الجهوية الحادة في عديد القطاعات وخاصة قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، وفي مجالات الفقر والبنية التحتية والتطور العمراني والتنمية المحلية.
على ضوء هاته المقاربات سنحاول التساؤل عن إشكاليات التحول إلى اللامركزية وواقع الحكم المحلي وهل أن الجماعات المحلية الحالية في تونس لها القدرات الكافية – مالية وبشرية ومؤسساتية – لتحقيق كل هذا وبالتالي تحقيق التنمية المطلوبة وما هي السبل الفعالة لتطوير أداءها وتطبيق سليم للامركزية والذي بدونه لا يمكن القول بإمكانية تحقيق التنمية المحلية. لاسيما في ظل عجز الحكومة المركزية عن الوفاء بكافة احتياجات المجتمع وخاصة مع تنامي عدد السكان من ناحية وندرة أو سوء استغلال الموارد الطبيعية والبشرية من ناحية أخرى.
- البرازيل بين نيران الغابات و لعبة الامم
ما فتئ العالم الغربي يفاجئنا بسياسته العدوانية تجاه الآخر المختلف، إلا ان الجديد هنا هو أن تطال هذه العدوانية الطبيعة ،فالعالم المتحضر المدافع عن البيئة اثبت عدم مبالاته للحرائق الهائلة التي لم تعرف البشرية لها مثيل منذ عقود ، وكان موقفه من الحرائق التي اندلعت بغابة الأمزون صدمة للشعوب العالم كلها ،فرغم تأكيد الأمم المتحدة على أنه “تحتل حقوق الشعوب موقعاً راسخاً في القانون الدولي.ورغم كثرة الشعارات المنادية بضرورة التعاون والتضامن بين الشعوب إلا أن موقف الدول المتقدمة السلبي واللامبالي من الكارثة البيئية التي باتت تهدد ليس فقط المكسيك بل العالم بأسره . وتتعرض البرازيل لجملة من الضغوطات الدولية بغية تركيعها وإخضاعها لقيود البنك الدولي، فهي محل تجاذب بين الإتحاد الأوروبي الذي يسعى لتوسيع الشراكة معها و الولايات المتحدة التي سحب من تحت أقدامها البساط ،فاللولايات المتحدة تحلم بالتوسع في أمريكا الجنوبية، و الدول الأوروبية تسعى إلى أبرام صفقة تجارية كبيرة مع الكتلة الرئيسية في أمريكا الجنوبية (ميركوسور) .
- اقام المركز دعوة بتأليف كتاب الموسوم بـ
أثر المتغيرات الاقليمية والدولية على مستقبل مجلس التعاون الخليجي
يحتل مجلس التعاون لدول الخليج العربية أهمية كبيرة في تفاعلات العلاقات الاقليمية والدولية، وذلك لما تتمتع به دوله من ثروات طبيعية هائلة ( النفط والغاز)، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي إذ تمثل منطقة إلتقاء طرق المواصلات بين القارات الثلاث ونقطة إلتقاء طرق التجارة المختلفة, إذ تضم أهم المضايق المائية الدولية التي تتحكم بنقل النفط إلى الدول الصناعية, فضلاً عن القيمة الفعلية للموقع الجغرافي لهذه المنطقة من حيث كثرة الجزر ذات الأهمية العسكرية التي تتحكم بمدخل الخليج وبخطوط الملاحة الدولية. وقد استغلتها القوى الدولية والإقليمية لإقامة قواعدها العسكرية والبحرية لتأمين مصالحها الحيوية ناهيك عن قربه من بؤر الصراعات الدولية والإقليمية, كالصراع العربي ـــ الإسرائيلي، مما جعل الخليج ذا أهمية كبرى من خلال قربه من خطوط المواصلات البحرية العالمية، مما أدى إلى ارتباط أمن الخليج ارتباطاً وثيقاً بأمن القوى الخارجية التي ترى أن المحافظة على مصالحها في الخليج هو امتداد لأمنها القومي.
وقد أثبتت الأحداث التي تلت نهاية حقبة الحرب الباردة الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها مجلس التعاون الخليجي، وذلك بسبب المكانة العالية التي تحتلها دوله في هذه المنطقة على المستويين الإقليمي والدولي سواء بفعل موقعها الجغرافي المتميز أو لإمتلاكها لأهم موارد الطاقة من النفط والغاز في العصر الحديث، مما جعل منها محوراً مهماً من محاور الصراع والتنافس بين القوى الإقليمية والدولية.
وقد مثل عام 2003 نقطة تحول جديدة في البيئة الأمنية لمنطقة الخليج، إذ أدت المتغيرات الاقليمية والدولية بالاحتلال الأمريكي للعراق وما تبعه من تداعيات غير محسوبة إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، وتقويض ركائز الوضع الأمني الذي كان سائداً في المنطقة قبل ذلك العام. وبالتزامن مع الحرب في العراق وتصاعد أزمة البرنامج النووي الإيراني، حدثت العديد من التداعيات الخطيرة وعلى المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية في المنطقة، مما ادى الى حدوث تغير في المنظور الامني لدول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يؤشر ان دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت تواجه تحديات بعضها نابع من البيئتين الإقليمية والدولية فضلاً عن التحديات النابعة من البيئة الداخلية.
ومما يزيد من خطورة الأمر أن البحث عن الأمن لدول مجلس التعاون الخليجي في ضوء المتغيرات والاحداث الاقليمية والدولية أصبح يشكل معضلة حقيقية في هذه المنطقة الحساسة من العالم، في ظل استمرار غياب هيكل مستقر للأمن، وتعدد مصادر الاخطار والتهديدات، وتباين رؤى الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بهذا الأمر، فضلاً عن تداخل قضايا الأمن في منطقة الخليج.
أهمية الدراسة: تكتسب الدراسة اهميتها من اعتبارات متعددة اهمها انه يعالج موضوعاً حيوياً وعلى قدر كبير من الاهمية، يتمثل في التعرف على مكانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوصفه نظاماً اقليمياً فرعياً وبالخصائص التي تميزه من غيره من الأنظمة الاقليمية، هو أن دوله مجتمعة تعد من المناطق الغنية بالثروات الطاقوية والطبيعية، فضلاً عن أن موقعها الذي يعد من أهم المواقع الجيوبوليتيكية على خريطة العالم السياسية ويؤدي دوراً كبيراً في العلاقات الدولية. كما انها تكشف عن الادوار التي مارستها القوى العالمية والاقليمية التي تحاول السيطرة عليها؛ لانها تعد منطقة مصالح حيوية عالمياً وذات قيمة استراتيجية كبيرة للقوة التي تسيطر عليها.
إشكالية الدراسة: تكمن إشكالية الدراسة في إدراك دول مجلس التعاون الخليجي لطبيعة التحولات والمتغيرات في البيئتين الاقليمية والدولية وتداعياتها على دول مجلس التعاون الخليجي، مما يعني ضرورة تنويع خيارات تلك الدول لتحقيق الامن بمفهومه الخليجي. وهنا تحاول الإشكالية إثارة جملة من التساؤلات منها: ما هي طبيعة المتغيرات الاقليمية والدولية التي اتسمت بها المنطقة؟ وما هي انعكاساتها المحتملة على مجلس التعاون الخليجية؟ وما هي رؤية دول مجلس التعاون الخليجي للتهديدات والتحديات التي تواجهها دول المجلس؟، وما هي الخيارات المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي في تحقيق امنها الاقليمي؟.
فرضية الدراسة: تنطلق الدراسة من فرضية مفادها: ان المتغيرات الاقليمية والدولية كان لها انعكاسات كبيرة على أمن وإستقرارية دول مجلس التعاون الخليجي، انطلاقاً من ان امن دول المجلس يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمدى استقرارية الامن الاقليمي والدولي، إذ كلما تعرضت البيئة الاقليمية والدولية لعوامل عدم الاستقرار سوف ينعكس بالضرورة على امن واستقرار دول المجلس.
هيكلية الدراسة: قُسمت هيكلية الدراسة الى محاور عدة هي:
المحور الاول: المكانة الجيوبوليتيكية لدول مجلس التعاون الخليجي.
المحور الثاني: المتغيرات الاقليمية والدولية ومجلس التعاون الخليجي
المحور الثالث: الدور السياسي والاقتصادي والامني لمجلس التعاون الخليجي بعد العام 2003
المحور الرابع: العلاقات البينية بين دول مجلس التعاون الخليجي
المحور الخامس: العلاقات الاقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي
المحور السادس: العلاقات الدولية لدول مجلس التعاون الخليجي
المحور السابع: دور دول مجلس التعاون الخليجي في الازمة الامريكية ــــ الايرانية
الفصل الثامن: رؤية استشرافية لمستقبل مجلس التعاون الخليجي
المراكز الاجنبية
- foreignpolicy
- استطلاعات الرأي تشير إلى طريق مسدود في الانتخابات الإسرائيلية
على الرغم من نداء يائس في اللحظة الأخيرة للحصول على دعم مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على موقع Twitter ، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود كان في مأزق مع حزب ‘بلو أند وايت’ المعارض برئاسة قائد الجيش السابق بيني غانتز حافة صغيرة للأزرق والأبيض. كان من المتوقع أن يشغل كل حزب ما بين 31 و 34 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 120 عضوًا.ما لم تكن النتائج الحقيقية مختلفة تمامًا – من المتوقع أن تحدث بين عشية وضحاها – لن يكون أي من الحزبين في وضع يسمح لهما بتشكيل ائتلاف حاكم مع حلفائه المتشابهين في الرأي في البرلمان. في هذه الحالة ، يمكن أن يكون السياسي المخضرم أفيغدور ليبرمان ، الحليف المنافس لنتنياهو ، في وضع يسمح له بتحديد من هو رئيس الوزراء المقبل.من المتوقع أن يسيطر حزب اسرائيل بيتنا في حزب ليبرمان على ثمانية إلى عشرة مقاعد في البرلمان ، حسب استطلاعات الرأي.
- ضم الضفة الغربية سوف يزعزع استقرار الأردن
في الفترة التي سبقت الانتخابات العامة السابقة في إسرائيل ، في أبريل ، تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضم جميع المستوطنات في الضفة الغربية ، وجعلها جزءًا من إسرائيل بشكل رسمي. لقد لعب نتنياهو مؤخرًا فكرة ضم غور الأردن قبل انتخابات اليوم حتى أخبره المدعي العام أنه لا يستطيع ذلك. يهدف هذا الكلام الصعب حول الاستيلاء على الأراضي ، جزئياً ، إلى كسب ربح مع أحزاب يمينية متطرفة لتأمين قانون يمنح نتنياهو الحصانة من المقاضاة بسبب الفساد.في حين أنه قد يساعد نتنياهو في مشاكله القانونية ، فإن ضم أي جزء من الضفة الغربية سيكون ضارًا بالأمن القومي لإسرائيل ، لأنه قد يؤدي إلى عصر جديد من العزلة للدولة اليهودية غير المرئية منذ تأسيسها في عام 1948.
إن أكثر الآثار وضوحا لضم الضفة الغربية أو أي من الأجزاء المكونة لها هي نهاية عملية السلام ، ونهاية إسرائيل كدولة ذات غالبية يهودية. ومع ذلك ، فإن الضم يحمل معه الأخطار الأخرى التي تم التغاضي عنها وعدم فحصها ، بدءًا من زعزعة الاستقرار في الأردن.باستثناء التعديلات الطفيفة على الحدود التي كانت جزءًا من اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن لعام 1994 ، فإن كل تغيير على حدود المحمية البريطانية في شرق الأردن ، وفي وقت لاحق ، المملكة الأردنية الهاشمية ، هدد بزعزعة استقرار جار إسرائيل إلى الشرق .بعد ثلاث سنوات من الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 وتأسيس دولة إسرائيل ، اغتيل العاهل الأردني الملك عبد الله الأول على يد مؤيد للمفتي الأكبر السابق للقدس ، وحول الأردن تقريبًا إلى دولة فاشلة. وأدى ذلك إلى أزمة خلافة بين أبناء عبد الله ، الملك طلال في المستقبل والأمير نايف ، حيث انتشرت شائعات حول صحته العقلية. وبعد ذلك تنازل عن العرش ، وسمح لرئيس الوزراء توفيق أبو الهدى بتأسيس الوصاية حتى جاء ابنه حسين إلى العرش.
- National interest
- يجب أن ندع الجيش يفعل ذلك؟
إن سبب وجود أي قوة مسلحة وطنية هو الدفاع عن الدولة وتنفيذ الدفاع عن الوطن. لكن غالباً ما يُطلب من الجيوش أداء المزيد من المهام الدنيوية، مثل جمع القمامة ومكافحة الحرائق، مما يضر غالبًا باستعدادها للقيام بوظيفتها الأساسية.
غالبًا ما يكدح الجيش في الغموض حتى تكون هناك حاجة إليه. في غياب الإحساس بالتهديد الخارجي، غالبًا ما لا يتم تقدير الجيوش وتفتقر إلى الدوائر الانتخابية الخاصة بها. هذه الجيوش الاحترافية، كما هو الحال في معظم دول أوروبا وأمريكا الشمالية، صغيرة عمومًا، ولديها قوة ضغط قليلة وعدد قليل من الأصدقاء في الأماكن المرتفعة. هم عرضة للخطر. لكنهم متاحون لما يبدو غالبًا ما تكون المهمة. ما لم تكن تقوم بعملية طوارئ أو نشر محلي في الخارج، فإن التصور من جانب الجمهور هو أن القوات المسلحة لا تستخدم حقًا استخدامًا تامًا، وبالتالي فهي متاحة لهذه المهام.
تقريبا كل دولة في جميع أنحاء العالم لديها بعض الخبرة مع قواتها المسلحة في القدرات المحلية. بعض الدول، مثل الصين، لديها جيوش مدمجة رأسياً وأفقياً في الاقتصاد، وغالبًا ما تدير مؤسسات أعمال كبرى. الدول الأخرى لها وجهة نظر معاكسة ؛ ألمانيا، على سبيل المثال، لطالما نظرت إلى توظيف البوندسوير على الأراضي الألمانية على أنه لعنة.
- كيف تعثر حلفاء أمريكا الأوروبيون في مثلث السياسة الخارجية
سوف تحتاج السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى إضعاف سياسة الاتحاد الأوروبي من أجل التنافس على ولاء الحلفاء في أوروبا الوسطى. تكتسب الصين وروسيا ثروتها ونفوذها في أوروبا من خلال صفقات الطاقة والبنوك والاتصالات والبنية التحتية التي قد تشرك الحلفاء في علاقات لا يستطيعون الفرار منها بسهولة. يجب التحقق من هذه التحركات، لا سيما على حدود أوروبا الوسطى. يرجع الفضل في ذلك إلى أن إدارة ترامب قد عكست نهج سلفها وأعادت التعامل مع هذه المنطقة، مؤكدة على القيم والمصالح المشتركة.
- الولايات المتحدة تفقد أمريكا اللاتينية من الصين
في أمريكا اللاتينية، القوة الصلبة ذات فائدة محدودة. القوة الناعمة من خلال النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي ستحمل اليوم في المنطقة.
متحدثاً تاريخياً، كانت الولايات المتحدة حساسة تجاه القوى الأجنبية التي تشارك نفسها في شؤون نصف الكرة الغربي. لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب الباردة، بدا أن واشنطن تنسى “فناءها الخلفي” في الأمريكتين. بدلاً من ذلك، ركزت مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية على أوراسيا، وخاصة بعد 11 سبتمبر. بعد أن شعرت بفرصة الوصول إلى النفوذ في المنطقة على حساب الولايات المتحدة، تدخلت الصين إلى أمريكا اللاتينية – حيث عززت العلاقات الدبلوماسية وتوسعت العلاقات التجارية وضخت عشرات المليارات من اليوان في استثمارات البنية التحتية.
- كيف يمكن لترامب تجنب الحرب مع روسيا
لا يتناسب تحدينا في روسيا بدقة مع مدارس التفكير “الروسية الهجومية” أو “روسيا الدفاعية”، لكن مجموعة القضايا المتشابكة التي تتقاطع حولها العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا لا تعكس تعقيدات مشكلة شريرة كلاسيكية.
لقد تم شيطنة أو إهانة روسيا في أوقات مختلفة بسبب الرأي الغربي بسبب دورها الحقيقي … وليس بسبب المخاوف والإحباطات، أو الآمال والتطلعات، الناتجة عن المجتمع الأوروبي بسبب مشاكلها الداخلية. وقال إن الغربيين كثيراً ما “أنتجوا صورنا لروسيا من أنفسنا.” وهذا صحيح إلى حد كبير اليوم كما كان خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. إن معالجة هذا الشك المتزايد في النفس لن يكون بالأمر السهل. سوف يتطلب الأمر معالجة مشاكل عدم المساواة الاقتصادية والحزبية السياسية والتفتت الاجتماعي الذي بدأ يصيب أمريكا قبل وقت طويل من انتخابات 2016. وفي الأفق يلوح سؤال مقلق: هل يمكن للتقاليد السياسية العميقة الجذور في أميركا المتمثلة في الحكومة المقيدة أن تواجه التحديات الجديدة التي يفرضها فقدان السلطة المؤسسية داخل المجتمعات المنفتحة والسخطية، ليس فقط في الغرب، ولكن بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم؟
- تتعامل إدارة ترامب مع واحدة من أكثر النزاعات الحدودية خطورة في العالم
إذا توصلت القدس وبيروت إلى اتفاق بشأن ترسيم حدودهما، فسيكون ذلك إنجازًا مهمًا في السياسة الخارجية.
في الوقت الذي تضغط فيه إدارة ترامب على الدول العربية للتوقيع على “صفقة القرن” التي عقدها الرئيس دونالد ترامب بين الإسرائيليين والفلسطينيين وسط الاستقطاب العربي المتزايد والتشاؤم الصريح، لم يتم إيلاء سوى القليل من الاهتمام لمسألة إقليمية حساسة أخرى كانت الإدارة تتصدى لها بهدوء وبهدوء . يدور هذا الأمر حول ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل، والتي كانت النقطة المحورية للمناوشات، وهي حرب مدمرة في عام 2006.
منذ العام الماضي، تتبع إدارة ترامب دبلوماسية مكوكية هادئة بين بيروت والقدس لترسيم حدودها، بينما تتبع في الوقت نفسه سياسة “الضغط الأقصى” على إيران وحزب الله. كانت الإنجازات التي تحققت حتى الآن بسبب جهود الإدارة، بقيادة مساعد وزير الخارجية بالإنابة ديفيد ساترفيلد، (مثيرة للإعجاب). حتى لو كان نجاحهم غير مكتمل، فإن هذه الجهود يمكن أن تساعد اقتصادات كل من لبنان وإسرائيل. والأهم من ذلك، أنها يمكن أن تقلل من خطر نشوب حرب مدمرة ذات تداعيات إقليمية.
- الأوهام عن روسيا
روسيا عدو خطير. لكن التعامل معها كعدو صريح يمكن أن يؤدي إلى نبوءة تحقق ذاتها، مما يؤدي إلى تهديدات قاتلة لجيرانها والتي قد لا تكون موجودة في الأوراق.
قبل عشرين عامًا في مؤتمر السياسة الوطنية في لوس أنجلوس الذي استضافته مؤسسته، لاحظ ريتشارد م. نيكسون أن أحد أهم أهداف السياسة الخارجية الأمريكية كان بناء نظام دولي جديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والذي تضمن روسيا الديمقراطية الجديدة كشريك. قال ،عند مناقشة روسيا، من الضروري أولاً تبديد الأسطورة. لم يخسر الروس الحرب الباردة. لعبت الولايات المتحدة وحلفاؤنا دوراً حاسماً في احتواء الشيوعية وفي التراجع عنها، لكن روسيا الديمقراطية هي التي أعطت الضربة القاضية للشيوعية في 14 ديسمبر عام 1991. لذلك، يجب أن نتعامل مع روسيا اليوم ليس كعدو مهزوم. ولكن كحليف وصديق الذي انضم إلينا في هزيمة الشيوعية في روسيا.