تحليلات واراء

الإرهاب الصهيوني يلف العالم الآن

محمود كامل الكومى

  منذ نشأه الحركه الصهيونيه و الإرهاب الصهيوني هو النافث دائما والمتغلغل داخل المجتمعات والشعوب والأوطان ,فطبيعه الحركه الصهيونيه تجعلها إرهابيه بإمتياز , خاصه من النواحى الديناميكيه , بما لها من قدره – تشبه السوس – قادره على نخر العظام – في كافه مناحى الحياه المجتمعيه التى تتواجد فيها حتى ولو كانت اقامتها غير مستديمه – وهذا النخر المستديم ذو الحركه التصاعديه على مدار الايام والسنين يعمل على تقويض عظام المجتمع التى تتوارى خلف قِيَمِه, العصابات الصهيونيه , مستغله فكره العداء للساميه منذ الفتره الهتلريه لاستدرار عطف الشعوب – خاصه الاوربيه بطريقه ساديه قادره على جعل النفس البشريه- لكافه الشعوب خاصه في اوروبا وامريكا والمانيا بالذات- تَجلِد ذاتها لتدور في صراع ابدى حول مسؤليتها عن مذابح النازيه التى صورت لها الحركه الصهيونيه تصوير بارع على عكس الواقع والحقيقه التى مؤداها ان اليهود تعرضوا من جانب هتلر والنازيه بقدر مساو لما تعرض له باق البشر دون استزاده , لكن الصهيونيه بطبيعتها العنصريه صورت اليهود في أفران وقد دُسوا بالآلاف وحرِقوا حتى الرماد على يد حكومه المانيا الهتلريه , وكان ذلك تأكيداً على ما للصهاينه من قدره على استدرار عطف الشعوب بما يجعلهم يتطلعون وهم الجنس السامى على – حد زعمهم الممحون – وقد أن الآوان للعالم الغربى أن يحميه ويحافظ عليه من كل الذين يعادونه وقد صوروا له أعداء تتابعوا من النازيين الى العرب – المعتدى عليهم من الصهاينه والضائع ارضهم بفعل الاستيطان الصهيوني على ارض فلسطين والمدافعين عن حقهم –وقد قلبوا الآيه واستعملوا الوشايه بما لهم من قدره “سوسيه “على نخر العظام وحولوا العرب والمسلمين الى نازيين جدد وارهابيين , يعادون ساميتهم المزعومه وقد دفعوا اوروبا بعد ان جلدوا ذاتها الى أن تُصدِر المراسيم والقوانين بتجريم كل من يعادى الساميه , وقد صوروا للعالم أن من يعادى ساميتهم – المزعومه -هم الشعوب العربية وكافه القوى التقدميه التى تناضل من اجل استقلال ارادتها وحريتها وحياتها الاقتصاديه بعيدا عن تسلط الامبرياليه والتبعيه الامريكيه .

تهدف الحركه الصهيو نيه الى استيطان اليهود على أرض فلسطين , وحين بدأت في أواخر القرن ال 19 , والغرض منها تحقيق حلم طالما داعب اليهود واقضّ مضاجعهم , منذ أزال الرومان مملكه يهوذا من خريطه الوجود , ومن هنا تبدأ فكره اسرائيل , حين ظهر “تيودر هرتزل” وبدى نشاطه مرحله حاسمه في تطور الحركه الصهيونيه , فتحولت من حركه دينيه تعيش على الهبات الى حركه سياسيه منظمه – وعقد أول مؤتمر صهيونى سنه 1897 , فوضع الحركه على أسس سياسيه وصار أول أهدافها أنشاء وطن قومى في فلسطين يكفله القانون الدولى – وهنا كانت بدايات الفكر الصهيوني لأهدار القيم القانونيه حين تقف ضد اهدافهم او تجرمها, وصارت اليهوديه التقليديه تبث تعاليمهاعلى أساس شراء أكبر مساحات من أراضى فلسطين ,وأنتزاعها من أيدى أصحابها الفلسطينيين ,وعمل الصهاينيه المتعصبون على جعل “اليهوديه ” جنسيه قائما بذاتها , وكانوا يزهون بأزدواج الجنسيه فأطلقوا على أنفسهم يهود المان , او يهود امريكان ..الخ , وطالب الصهاينه بضروره التحرر من القيود المفروضه عليهم – أقتصاديه وسياسيه وأجتماعيه –في سائر الدول التى يقيمون على أرأضيها وبأن تتاح لهم فرصه التوطن حتى يثبتوا للعالم أنهم قادرون على العمل والأنتاج , وقد زعموا أن لهم ثقافه وآدابا سوف يتسع نطاقها حينما يعود الأتصال بين بنى أسرائيل في وطنهم القومى المزعوم , صار السوس ينخر في الجسد الأوربى, وتمكن الصهاينه من بعض مفاصل الجسد البريطانى , وحققوا مارموا اليه من “توطن ” وتغلغل رأس المال الصهيوني في الحياه الماليه والأقتصاديه وكان تأثيرهم السياسى على القرار البريطانى قد تجلى فيما اصدره نتيجه النشاط الصهيوني من الدعايه واعمال التنظيم , “بلفور ” من وعد مشؤم, وعملا من اجل ذلك قبلت بريطانيا الأنتداب على فلسطين “غداه معاهده فرساى , فحانت للحركه الصهيونيه تحقيق أمانيهم القوميه بأنشاء وطن لهم في فلسطين , وأزداد هذا النشاط على يد الوكاله اليهوديه .

لم يكن الإرهاب المعنوى الصهيوني هو الوحيد الذى أثر على الوعى الغربى , لكن كانت الاحتكارات الصهيونيه الاقتصاديه التى تغلغلت في العالم الاوربى وأمريكا والتى كونت شركات السلاح العملاقه وشركات الأدويه التى ساهمت في انتشار الشركات المتعدده الجنسيات لِتُكون الآن الأمبرياليه في أقذر غاياتها وهى تدمير الاوطان وتدمير الانسان , ولهذا نجد أن الصهيونيه العالميه وراء كل الحروب التى شنت على أمتنا العربية لتظل تدور عجله صناعه السلاح ونشر الأوبئه في العالم لتسير صناعه الدواء بإضطراد , ومن هنا نجد الدور الصهيوني النشط في تسير حمله عسكريه على بورسعيد في العام 1956 كانت دافع لاجتماعات وزراء خارجيه بريطانيا وفرنسا لتعجيل العدوان وقيام اسرائيل بإحتلال سيناء تمهيدا للعدوان الثلاثى , وكان نشر الارهاب الصهيوني في مصر وما اعقبه من تفجيرات قام بها صهاينه في الاسكندريه , جديرا بتشجيع الهجره الى اسرائيل , حيث أصبحت الدول التى تأوى اليهود في صراع بين أن تقبل بوجودهم فتكتوى بنارهم , وبين أن تطردهم فيهاجروا الى أسرائيل .

شجع التغلغل الصهيوني داخل المجتمعات الأوربيه والأمريكيه وبعد احتلال “فلسطين ” أن يكون الهدف الإستراتيجى هو إسرائيل الكبرى من النيل للفرات وتصدرت خريطتها مبنى الكنيست من اجل دوله دينيه يهوديه عاصمتها القدس , تعيد بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين , من اجل ذلك نخرت الصهيونيه العالميه في الجسد العربى , ومدت الجسور من خلاء العملاء المتمثلين في كل الملوك العرب وبعض الحكام , وعلى أثر ذلك بعث الملك فيصل رسالته الى الرئيس جونسون يستحثه على أن تقوم اسرائيل باحتلال سيناء ليبتعد عبد الناصر عن فكره القوميه العربية وجزاءا له على مساعدته ثوره اليمن في ستينات القرن الماضى , وكان التواطؤ مع الملك حسين , وصار العدوان في يونيو (حزيران)1967 وخرجت الطائرات الصهيونيه من القواعد الأمريكيه والبريطانيه في ليبيا خلال حكم السنوسى تضرب الاراضى المصريه , واحتلت اراضى ثلاث دول عربيه وتوسعت اسرائيل بفعل ارهابها , وجراثيمها التى باتت تنخر في الجسم العربى , ووقف ملك المغرب يتماهى مع الصهيونيه مخاطبا اليهود المغاربه على أرضه ومن قبل كان بورقيبه ينادى بقبول اسرائيل كأمر واقع , من اجل أن يثبت لفرنسا وأمريكا أنه القادر على اجهاض حركه جمال عبد الناصر الوحدويه , وصار العميل النائم “أنور السادات يدشن لكارثه معاهده السلام مع الشيطان الصهيوني .

صارت دول الخليج (خاصه قطر ) مكان آمن للمخابرات الصهيونيه من خلال غطاء مكاتب تجاريه او سياحيه , وتكونت بفعل السموم الصهيونيه حركات الارهاب التى تتخذ من الاسلام اسما , والهدف تدمير الأوطان والاسلام من خلال وصمه بالارهاب

وترعرت في السعوديه جماعه الأخوان منذ الستينات بتمويل خليجى واشراف صهيونى ثم غدت تتمدد بفعل التمويل القطرى وخرجت من عبائتها – الجهاد والجماعه الاسلاميه ثم القاعده وداعش والنصره , وصار الشرق الاوسط الجديد يتفق في هدفه مع تلك الجماعات , حيث الهدف الصهيوني الأمريكى إنتشار الفوضى الخلاقه لتفيت الدول الوطنيه ليسود أمن اسرائيل ويجعلها القادره على قياده المنطقه , وبدى أن دوله الخلافه في شِرعه جماعات الارهاب واولهم جماعه الاخوان المسلمين هو قيام دوله الخلافه على أنقاض الدول الوطنيه , وكان إرهاب –الإرهاب الصهيوني هو الذى صنع تلك الجماعات واجبر دول كقطر والسعوديه وتركيا على تمويلها وجعل من أمريكا والغرب الحاضن لها – وبذلك دمرت سوريا وليبيا واليمن , وصارت تونس ومصر ولبنان على شفا حفره من ذاك الارهاب – ولايخفى دور الصهيوني الفرنسى ادوارد ليفى في ذلك , كان هذا هو الجو الملائم للعصابات الصهيونيه لتطلق لطائراتها العنان لقتل الشعب الفلسطيني , ولتترك اللجام لقطعان مستوطنيها أن يدمروا المسجد الأقصى ليُبنى مكانه “الهيكل المزعوم “.

لكن تلوح الآن فرصه ذهبيه للعصابات الصهيونيه في خضم ارهابها ,أن تغير خريطتها السياسيه لتدشن اسرائيل العظمى من المحيط الى الخليج , وذلك من خلال ارهابها الذى قد بدى في اياديها طيعا لتستعمله في أوروبا ,ليكون ندائها بأن يترك اليهود دول اقامتهم في أوروبا وأمريكا والعالم ويهاجروا الى أسرائيل حيث اسرائيل الكبرى او العظمى المبتغى لها ان تقوم في فكرهم التوسعى الارهابى الاستعمارى , وحيث الأمن والأمان بعيدا عن الأرهاب الذى بات يلف اوروبا وبات يستهدف اليهود فيها , لذلك قامت صحيفه “شارل أبيدو المواليه للصهيونيه ” بنشر رسوم كاريكاتوريه مسيئه لنبينا محمد عليه السلام , وبأيعاز من الصهاينه قام نفرُُُُ ُ ممن تربوا في احضان عملاء الصهيونيه بأعمال ارهابيه أدت لمقتل صحيفيى الجريده كما نفذوا بعض الاعتداءات على مقهى يهودى وغير ذلك من اعمال الارهاب في أوروبا , وكانت المؤامره وقد فضحها أنها وقعت في قلب باريس تحت بصر وسمع قوى أمنيه ومخابراتيه لايفوتها الا ان تتعامى عن ذلك وعن قصد , يؤكده مقصدها أنها قتلت منفذى الجريمه وقد حاصرتهم ولم تشىء القبض عليهم احياء ليقدموا للمحاكمه وقد يفتضح أمر الدور الصهيوني الارهابى فى حياكه هذا العمل المدبر.

لم يكن بعد ذلك الا الدور الاعلامى والميديا التى تضخم من ارهاب المسلمين واهاله التراب على دينهم , وحث يهود اوروبا والعالم على الهجره الى اسرائيل , فكانت المظاهره المليونيه في قلب العاصمه “باريس” وكان لقاء نتنياهو في الصداره مع محمود عباس والملك عبد الله ليبلعا الطعم ؟! أم ليثبتا أنهما الأجدر بالعماله ؟!

وصار نداء نتنياهو لليهود بالعوده الى أرض الميعاد , يهز النفوس ويشحذ همم الصهاينه في فرنسا بالاعتداء على كل ماهو عربى وعلى كل ما يؤذن من خلال مآذنه ..الله أكبر ..الله أكبر .. اشهد أن لااله الا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله .

والسؤال الآن ..أما حان لنا أن ندرك أن ارهاب الأرهاب هو صهيونى بإمتياز ؟

كاتب ومحامى – مصرى

 

نقلاً عن موقع بانوراما الشرق الاوسط

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق